القادياني والقاديانية
October 21, 2017القراءة الراشدة لتعليم اللغة العربية في المدارس—-
October 21, 2017طلب من سماحة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي أن يفتتح مناسبة أسبوع مطلع القرن الخامس عشر الهجري الجديد، في قاعة المحاضرات الكبرى في مدينة لكنؤ، فألقى سماحته في هذه المناسبة التاريخية الكبيرة كلمة مستفيضة ارتجلها بوحي من المناسبة المباركة، وأفاض في بيان الحقائق التاريخية، واستعراض لوقائع بعض القرون الإسلامية الماضية، وأحداثها التي غيرت مجرى التاريخ، وهي تحمل عبرة ودرساً للعاملين والمفكرين، والمخططين للعمل الإسلامي، والدعوة الإسلامية في هذا العصر، وعرض صورة واضحة صادقة للقرن الرابع عشر الهجري الذي كان يلفظ أنفاسه الأخيرة، يحاسب المسلون في ضوئها أنفسهم، ويقارنون بين أرباحهم وخسائرهم، وأخطائهم، وإصاباتهم، ثم انتقل إلى الحديث عن القرن الخامس عشر الهجري الذي كان على الباب، وما يتطلب من استعداد وعزم، ومواجهة للحقائق، ومعالجة حكيمة للقضايا، وسمو همة لقيادة رشيدة جديدة للعالم، نابعة من الرسالة والتعاليم السماوية التي جاء بها محمد ﷺ آخر الرسل، وهاجر في سبيلها، فكان تاريخاً جديداً للبشرية، وتقويماً جديداً في العالم.
ولا يخفى أن التقويم الإسلامي ـ والقرن الخامس عشر جزء منه ـ يبتدئ من هجرة سيدنا محمد ﷺ من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، حين تبتدئ التقاويم الأخرى، بوجه عام بميلاد شخصية كبيرة، ولكن الإسلام يتميز عن الديانات الأخرى في ذلك، فلم يسم دينه باسم نبيه، ولكن باسم رسالته.
ومعنى ذلك أن القرن الهجري الجديد سيطلع علينا برسالة ودعوة، وأنه لا يجدد ذكر شخصية أو أمة فحسب، بل يجدد ذكرى رسالة، وهي أن النبي ﷺ هاجر من وطنه العزيز إلى موطن جديد وراء غاية عظيمة. إن هذه الهجرة تذكرنا برسالة سامية وباقدام كبير، لأن النبي ﷺ لم يقم بها لانقاذ نفسه أو أصحابه المعدودين، ولكن قام للحفاظ على الرسالة التي أكرم بها ولإتاحة الفرصة لتبليغها إلى العالم كله