أهمية نظام التربية والتعليم في الأقطار۔۔۔۔۔

أحاديث صريحة في أمريكا | ahadith sareeha fil america
أحاديث صريحة في أمريكا
October 21, 2017
أهمية الحضارة في تاريخ الديانات و | ahmiyatul hazarah
أهمية الحضارة في تاريخ الديانات و۔۔۔۔۔۔
October 21, 2017
Show all

هذه مقالة قيمة كان قدمها سماحة الشيخ أبى الحسن علي الحسني الندوي (رحمه الله) في المؤتمر التعليمي الإسلامي الأول الذي كانت ندوة العلماء عقدته في عام 1975 الميلادي في لكناؤ. كانت المقالة كورقة عمل للمؤتمر حول العمل التعليمي للمسلمين والفكرة التي تبنتها ندوة العلماء نحو ذلك. لقد ركز سماحته في مقالته هذه على الخطر الكبير الذي يواجهه العالم الإسلامي منذ أن غلبت القوى الاستعمارية الغربية على البلدان الشرقية، وبدأت تطبق عليها نظاماً تعليمياً مبنياً على الفكر الغربي والنظرة الغربية إلى الكون والحياة والإنسان. وهي نظرة مختفة اختلافاً عظيماً بل اختلافاً جذرياً عن النظرة التي ينظر بها الإسلام، والتي تتفق معها حياة المسلمين في الشرق بوجه خاص وفي العالم كله بوجه عام. فكان من أثر ذلك أن انفصل التعليم الديني في هذه البلاد عن التعليم العام الرسمي خوفاً من انحرافه فانعزل التعليم الإسلامي عن المجالات العلمية المفيدة من الحياة.
إنما الحياة الإسلامية والشرقية تمتاز بقيم وعقائد ونظرات مختلفة عما هي في الحياة الغربية، والشعوب المسيحية والعلمانية الغربية. وإن تطبيق النظام التعليمي الذي وضع وفقا لفلسفة الحياة الغربية على الشرقيين وبخاصة المسلمين منهم، ليس إلا تنفيذا لما لا يطابق طبيعتهم وقيمهم الخلقية والدينية.
ولكن الغرب الذي حكم دول الشرق حقبة من الزمن طبق على شعوبها نظاماً تعليمياً كان وضعه وفقاً لفلسفته الخاصة المعارضة لفلسفة الشعوب الشرقية للتعليم والاخلاق والاجتماع ولما جرى هذا النظام في جامعات الشرق ومراكزه التعليمية، بدأ يتربى عليه أجيال متعاقبة من المسلمين، وغيرهم من أبناء الشعوب الشرقية، وبدأوا يصلون إلى مناصب رئيسية للتربية والتوجيه والسياسة في البلاد، وهم مؤمنون بالفكرة الغربية للحياة، فبدأوا ينفذون نظمها الاجتماعية والتربوية في شعوبهم، فكان ذلك تحميلا لها على مالا تتلاءم مع طبيعتها وقيم حياتها ونشأت بذلك ازدواجية فكرية وعملية في أبناء هذه الشعوب. فنشأت معركة داخلية فيهم،أخذت تستنفذ طاقاتهم الفكرية والعملية، وتصرفهم عن أعمال البناء الجادة مما توافق حالهم وتقضى حاجتهم في الحياة، إنها فتنة عقلية وحالة انهزامية لأبناء هذه الشعوب، قطعتهم عن منابع طاقاتهم الأصيلة ودفعتهم إلى الوراء في المجالات الفكرية والخلقية والاجتماعية، كان لابد من انقاذ هذه الشعوب منها.
وهو لا يمكن إلا بوضع نظام تعليمي يتلاءم مع طبيعة هذه الشعوب وقيمها الأصيلة، ثم تطبيقه تطببيقاً كاملاً حتى يعطى ثمراته الطيبة، ولكن يجب أن يكون هذا النظام التعليمي نظاماً وجدانياً يؤدي دوره في المجالين الديني والمادي على السواء.

ahmiyat-nizamut-tarbiyah-wat-taaleem-fil-aqtaaril-islamiyah