الأمة الإسلامية وحدتها ووسطيتها ۔۔۔۔۔
October 21, 2017الإمام المحدث الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي و—-
October 21, 2017في ضوء الكتاب والسنة والسيرة النبوية
تكاثرت الكتب والمؤلفات في مقاصد الشريعة الإسلامية وأحكام الدين، واتسعت حياة المسلم وتشعبت، وتنوع المجتمع الإسلامي، وتنوعت حاجاته، وعلله وأسقامه، ومطالبه ومقتضياتهن وبدأت المكتبة الإسلامية الدينية تتسع وتمتد، وتتضخم تضخما، لا يصعب على المسلم المعاصر الاحتواء عليها فحسب، بل يصعب عليه كذلك التخير منها والانتفاع بها اجماليا، لذلك وجد ـ بطبيعة الحال ـ في طبقة المعنيين بشئون هذه الأمة، واتجاهات هذا المجتمع، والمطلعين على كثرة متطلبات الحياة ومشاكل العصر، وحيرة المسلم بها. شعور بالحاجة إلى كتاب منقح مركز يكون مرشداً ودليلاً للمسلم في العبادات والمعاملات، والأخلاق والعادات، وقانوناً ودستوراً للحياة، وهي حاجة إنسانية، وشعور طبعي لا يخلو عنه زمان ولا يستثنى منه إنسان.
فكان ذلك حافزاً قوياً ومشجعاً كبيراً لمن يخرج للمسلمين كتاباً يتخذونه دستوراً لحياتهم وغنية وكفاية ـ إلى حد خاص ـ في معلوماتهم الدينية وأعمالهم اليومية، وأخلاقهم الإسلامية، ومعيشتهم الفردية.
وكان أكثرمن تفطن لهذه الحاجة واستجاب لها استجابة علمية وتجلى هذا الاتجاه عنده في أروع مظاهره، الإمام حجة الإسلام أبو حامد محمد بن محمد الغزالي، فألف كتابه الخالد الطائر الصيت “إحياء علوم الدين”. واستمر ذلك بعد عصر الغزالي حتى لم ير إمام جليل، مشهور بالنقد الحر الجريئي، ومؤلف كتاب “تلبيس إبليس”، وهو الإمام العلامة الحافظ أبو الفرج عبدالرحمن بن الجوزي مندوحة عن تلخيصه وتهذيبه، والنسج على منواله، ألف كتاباً وسماه “منهاج القاصدين”.
وقد ألف الامام الغزالي كتاباً آخر في الفارسية على منوال كتاب الاحياء. راعى فيه الاختصار والتيسير وثقافة أبناء هذه اللغة، يكاد يكون مختصر الاحياء في الفارسية، أسماه “كيمياء سعادت”. ويلي كتاب “غنية الطالبين” للإمام عبد القادر الكيلاني. وقد صنف المحدث اللغوي الجليل العلامة مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبدي كتابه ” سفر السعادة”، وعنى في الكتاب بعرض السيرة النبوية باختصار ثم بسنته وتعليماته في العبادات والمعاملات، وفي مختلف أحوال الحياة.
إلا أن أكبر مجهود في هذا الاتجاه وأعظمه قبولاً وانتشاراً هو كتاب: “زاد المعاد في هدى خير العباد” للإمام الحافظ ابن قيم الجوزية فانه يحتوي على مواضيع مختلفة من السيرة، والسنة، والفقه، وعلم الكلام، والتزكية والاحسان.
كل ذلك استلزم وضع كتاب جديد يقوم مقام الكتب سبقت الإشارة إليها، فلكل عصر لغة خاصة لا يفهم أهله إلا بها، مع وحدة اللغة التي درجت عليها الأجيال، ولكل عصر نفسية ومنطق، وأسلوب لا بد من مراعاته إلى حد، زد إلى ذلك ما يجد ويتغير من الأمراض النفسية ومواضع الضعف ومداخل الشيطان في كل عصر وبيئة وما تتفاوت درجاته من الأهمية واللزوم.
وقد كان بعض الاخوان المخلصين يقترحون علىّ من زمان وضع كتاب في هذا الموضوع ينتفع به رجال هذا الجيل، ويتخذونه دستوراً ودليلاً لحياتهم، كما انتفع رجال الأجيال القديمة والعصور الماضية بما وضع لهم في عصرهم، وكنت استصغر نفسي وبضاعتي لتحقيق هذا الطلب وأتهيب إدلاء دلوى في هذا الموضوع، رأيت أن التأخير فيه إخلال بالواجب وتفريط في أداء فريضة، ولعل الله يحاسبني عليها فتوكلت على الله واستخرته، ودعوته للتوفق والتيسير.
وأرجو الله أن ينفعنى بهذا الكتاب أولا، وينفع الطالبين الصادقين، الناصحين لأنفسهم وللدين من المسلمين عامة، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب.
تكاثرت الكتب والمؤلفات في مقاصد الشريعة الإسلامية وأحكام الدين، واتسعت حياة المسلم وتشعبت، وتنوع المجتمع الإسلامي، وتنوعت حاجاته، وعلله وأسقامه، ومطالبه ومقتضياتهن وبدأت المكتبة الإسلامية الدينية تتسع وتمتد، وتتضخم تضخما، لا يصعب على المسلم المعاصر الاحتواء عليها فحسب، بل يصعب عليه كذلك التخير منها والانتفاع بها اجماليا، لذلك وجد ـ بطبيعة الحال ـ في طبقة المعنيين بشئون هذه الأمة، واتجاهات هذا المجتمع، والمطلعين على كثرة متطلبات الحياة ومشاكل العصر، وحيرة المسلم بها. شعور بالحاجة إلى كتاب منقح مركز يكون مرشداً ودليلاً للمسلم في العبادات والمعاملات، والأخلاق والعادات، وقانوناً ودستوراً للحياة، وهي حاجة إنسانية، وشعور طبعي لا يخلو عنه زمان ولا يستثنى منه إنسان.
فكان ذلك حافزاً قوياً ومشجعاً كبيراً لمن يخرج للمسلمين كتاباً يتخذونه دستوراً لحياتهم وغنية وكفاية ـ إلى حد خاص ـ في معلوماتهم الدينية وأعمالهم اليومية، وأخلاقهم الإسلامية، ومعيشتهم الفردية.
وكان أكثرمن تفطن لهذه الحاجة واستجاب لها استجابة علمية وتجلى هذا الاتجاه عنده في أروع مظاهره، الإمام حجة الإسلام أبو حامد محمد بن محمد الغزالي، فألف كتابه الخالد الطائر الصيت “إحياء علوم الدين”. واستمر ذلك بعد عصر الغزالي حتى لم ير إمام جليل، مشهور بالنقد الحر الجريئي، ومؤلف كتاب “تلبيس إبليس”، وهو الإمام العلامة الحافظ أبو الفرج عبدالرحمن بن الجوزي مندوحة عن تلخيصه وتهذيبه، والنسج على منواله، ألف كتاباً وسماه “منهاج القاصدين”.
وقد ألف الامام الغزالي كتاباً آخر في الفارسية على منوال كتاب الاحياء. راعى فيه الاختصار والتيسير وثقافة أبناء هذه اللغة، يكاد يكون مختصر الاحياء في الفارسية، أسماه “كيمياء سعادت”. ويلي كتاب “غنية الطالبين” للإمام عبد القادر الكيلاني. وقد صنف المحدث اللغوي الجليل العلامة مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبدي كتابه ” سفر السعادة”، وعنى في الكتاب بعرض السيرة النبوية باختصار ثم بسنته وتعليماته في العبادات والمعاملات، وفي مختلف أحوال الحياة.
إلا أن أكبر مجهود في هذا الاتجاه وأعظمه قبولاً وانتشاراً هو كتاب: “زاد المعاد في هدى خير العباد” للإمام الحافظ ابن قيم الجوزية فانه يحتوي على مواضيع مختلفة من السيرة، والسنة، والفقه، وعلم الكلام، والتزكية والاحسان.
كل ذلك استلزم وضع كتاب جديد يقوم مقام الكتب سبقت الإشارة إليها، فلكل عصر لغة خاصة لا يفهم أهله إلا بها، مع وحدة اللغة التي درجت عليها الأجيال، ولكل عصر نفسية ومنطق، وأسلوب لا بد من مراعاته إلى حد، زد إلى ذلك ما يجد ويتغير من الأمراض النفسية ومواضع الضعف ومداخل الشيطان في كل عصر وبيئة وما تتفاوت درجاته من الأهمية واللزوم.
وقد كان بعض الاخوان المخلصين يقترحون علىّ من زمان وضع كتاب في هذا الموضوع ينتفع به رجال هذا الجيل، ويتخذونه دستوراً ودليلاً لحياتهم، كما انتفع رجال الأجيال القديمة والعصور الماضية بما وضع لهم في عصرهم، وكنت استصغر نفسي وبضاعتي لتحقيق هذا الطلب وأتهيب إدلاء دلوى في هذا الموضوع، رأيت أن التأخير فيه إخلال بالواجب وتفريط في أداء فريضة، ولعل الله يحاسبني عليها فتوكلت على الله واستخرته، ودعوته للتوفق والتيسير.
وأرجو الله أن ينفعنى بهذا الكتاب أولا، وينفع الطالبين الصادقين، الناصحين لأنفسهم وللدين من المسلمين عامة، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب.
al-aqeedah-wal-ibadah-wasulook