المسلمون وقضية فلسطين
October 21, 2017المضيف الجائع
October 21, 2017استخدم الغرب لتسخير العالم الإسلامي، وإبقاء سيطرته عليه، وسائل لا يعرف لها مثيل في تاريخ استيلاء أمة على أمة، فقد اشتركت في هذا الغزو عناصر عديدة، من العاطفة والقوة، والعلم، وتفكير علماء الغرب ومفكريه ومخططيه، والدهاء والمكر، أو ما نسميه بالتدجيل.
فاقترن الغزو العسكري بالغزو الفكري والسياسي، وساعد الغرب في تحقيق هذه الغاية تدهور البلاد الإسلامية في عصر الانحطاط وعدم استقامتها في الاحتفاظ بروح الدعوة والجهاد التي كانت تدفعه، والجمود والتحجر في العلم والفكر والاجتماع والوهن في نظام الدفاع، فسرت فيها نفسية الانهزامية ومركب النقص والتردد، فلم يتمكن العقل السليم من الوقوف أمام الغزو الأوروبي العلمي والعسكري موقف صرامة وتحيل بحرية القبول والرفض، وصلاحية التميز، كما وقف أمام الحضارات الغازية في عهده الزاهر، خلال احتكاكه بالحضارات الرومية والفارسية والهندية.
إن الاقتباس من العلوم والانتفاع من الوسائل الغربية والاستفادة من المصنوعات ليست بعملية غريبة في تاريخ الأمم، ولا تحرمها شريعة ولايشكل ذلك مشكلة أو خطراً، وإنما تعيش الأمم بالتبادل والتزامل وروح الأخذ والعطاء ولكن الخضوع لفكر ولثقافة وعقيدة، والانسلاخ من الخصائص الاجتماعي والذاتية، يؤدي إلى ذوبان الشخصية، وانهيار الكيان الاجتماعي، ويبعد الأمم عن التفكير في استعادة مجدها وذاتيتها، لقد حسبت القيادة الفكرية للعالم الإسلامي في العصور المتأخرة نتيجة لدعاية علماء الغرب، بأن المسألة هي مسألة العلم واتخاذ وسائل التقدم وأنماط الحضارة، فدعت إلى تقليد الغرب، وكان الغرب هو الذي تبنى هذه الفكرة بدهاء ومكر، وأعد لها الذهن، وأقنع العقول الجديدة، إنما مسألة التقدم الحضاري والعلمي، ولكن التجربة مع الاستعمار الغربي، والتجربة مع علماء الغرب، وفلسفاتهم وسلوكهم مع العمل، والتاريخ، وتحيزهم بل عصبيتهم الصليبية، والتجربة مع الحضارة الغربية وسلوكها مع الأمم الإسلامية، ودراسة الحركات والأفكار التي غزت أوروبا الشرق الإسلامي بها، تشير بجلاء إلى أنها تتكون من العناصر التالية.
العنصر الأول: الوعي والشعور في الغرب بخطر الإسلام، وتهديده وعزمه على وقف سيره لصيانة أوروبا من غزو الإسلام.
العنصر الثاني: التقدم العلمي والصناعي لأوروبا والتقدم الحضاري نتيجة للعلم والصناعة الذي يقوم على أساس الانتفاع المادي.
العنصر الثالث: مطامع الاستعمار، والشعور بتفوق الجنس الأبيض، وهي العقلية التي ورثتها أوروبا المعاصرة من التاريخ اليوناني، ولم تتغير بتغير الظروف، ولا التقدم الحضاري.
العنصر الرابع: استغلال العلم للأغراض السياسية وساهم الاستشراق فيه كوكالة للكنيسة والاستعمار الأوروبي، وقام بنشر فلسفة تفوق الغرب، وبث الانهزامية في الأمم التابعة للغرب وقلب موازين البحث والتحقيق.
يجد القارئ في الصفحات الآتية تفصيلاً وعرضاً لهذا الموقف، وعالجت فيها مشكلة الحضارة الغربية، وحللت عناصرها، وبحثت صلاحية هذه الأمة لمواجهتها، وهي تشكل موقفاً معتدلاً نابعاً عن قلب مؤمن واع بالخطر الحقيقي، عسى الله أن ينفع به العاملين في مجال الدعوة والعمل الإسلامي، وهو الموفق وهو يهدي السبيل.
فاقترن الغزو العسكري بالغزو الفكري والسياسي، وساعد الغرب في تحقيق هذه الغاية تدهور البلاد الإسلامية في عصر الانحطاط وعدم استقامتها في الاحتفاظ بروح الدعوة والجهاد التي كانت تدفعه، والجمود والتحجر في العلم والفكر والاجتماع والوهن في نظام الدفاع، فسرت فيها نفسية الانهزامية ومركب النقص والتردد، فلم يتمكن العقل السليم من الوقوف أمام الغزو الأوروبي العلمي والعسكري موقف صرامة وتحيل بحرية القبول والرفض، وصلاحية التميز، كما وقف أمام الحضارات الغازية في عهده الزاهر، خلال احتكاكه بالحضارات الرومية والفارسية والهندية.
إن الاقتباس من العلوم والانتفاع من الوسائل الغربية والاستفادة من المصنوعات ليست بعملية غريبة في تاريخ الأمم، ولا تحرمها شريعة ولايشكل ذلك مشكلة أو خطراً، وإنما تعيش الأمم بالتبادل والتزامل وروح الأخذ والعطاء ولكن الخضوع لفكر ولثقافة وعقيدة، والانسلاخ من الخصائص الاجتماعي والذاتية، يؤدي إلى ذوبان الشخصية، وانهيار الكيان الاجتماعي، ويبعد الأمم عن التفكير في استعادة مجدها وذاتيتها، لقد حسبت القيادة الفكرية للعالم الإسلامي في العصور المتأخرة نتيجة لدعاية علماء الغرب، بأن المسألة هي مسألة العلم واتخاذ وسائل التقدم وأنماط الحضارة، فدعت إلى تقليد الغرب، وكان الغرب هو الذي تبنى هذه الفكرة بدهاء ومكر، وأعد لها الذهن، وأقنع العقول الجديدة، إنما مسألة التقدم الحضاري والعلمي، ولكن التجربة مع الاستعمار الغربي، والتجربة مع علماء الغرب، وفلسفاتهم وسلوكهم مع العمل، والتاريخ، وتحيزهم بل عصبيتهم الصليبية، والتجربة مع الحضارة الغربية وسلوكها مع الأمم الإسلامية، ودراسة الحركات والأفكار التي غزت أوروبا الشرق الإسلامي بها، تشير بجلاء إلى أنها تتكون من العناصر التالية.
العنصر الأول: الوعي والشعور في الغرب بخطر الإسلام، وتهديده وعزمه على وقف سيره لصيانة أوروبا من غزو الإسلام.
العنصر الثاني: التقدم العلمي والصناعي لأوروبا والتقدم الحضاري نتيجة للعلم والصناعة الذي يقوم على أساس الانتفاع المادي.
العنصر الثالث: مطامع الاستعمار، والشعور بتفوق الجنس الأبيض، وهي العقلية التي ورثتها أوروبا المعاصرة من التاريخ اليوناني، ولم تتغير بتغير الظروف، ولا التقدم الحضاري.
العنصر الرابع: استغلال العلم للأغراض السياسية وساهم الاستشراق فيه كوكالة للكنيسة والاستعمار الأوروبي، وقام بنشر فلسفة تفوق الغرب، وبث الانهزامية في الأمم التابعة للغرب وقلب موازين البحث والتحقيق.
يجد القارئ في الصفحات الآتية تفصيلاً وعرضاً لهذا الموقف، وعالجت فيها مشكلة الحضارة الغربية، وحللت عناصرها، وبحثت صلاحية هذه الأمة لمواجهتها، وهي تشكل موقفاً معتدلاً نابعاً عن قلب مؤمن واع بالخطر الحقيقي، عسى الله أن ينفع به العاملين في مجال الدعوة والعمل الإسلامي، وهو الموفق وهو يهدي السبيل.
al-muslimoon