موقف المسلمين في الهند من التعليم والتربية و—–
October 25, 2017ملة إبراهيم وحضارة الإسلام يجب أن ندعو إليها على بصيرة وثقة
October 25, 2017“ماذا خسر العالم بانحاط المسلمين”، كأن المسلمين هم العامل العالمي المؤثر في مجاري الأمور في العالم كله، ليس في بقعة جغرافية محدودة، أو منطقة سياسية خاصة. هل المسلمين حقاً في وضع يمكن أن يُقال إن العالم قد خسر شيئاً بانحطاطهم، هل المسلمون على مستوىً يجوز أن يُقال: إن العالم قد خسر شيئاً بتقهقرهم، وبتخلفهم عن مجال القيادة العالمية. لا! إن كثيراً من الناس لم يكونوا يصدّقون في ذلك الحين أن المسلمين لهم من الأهمية والخطر والتأثير، ومن المكانة ما يؤهّلهم لهذا البحث، ويسوّغ لمؤلف أن يؤلّف كتاباً فيبحث عن مدى خسارة العالم الإنساني والعالم المعاصر بانحطاط المسلمين، إن الموضوع كان خطيراً، وكان البحث فيه شبه مجازفة ومغامرة علمية.
لم يكن انحطاط المسلمين أولاً، وفشلهم وانهزالهم عن قيادة الأمم بعد، وانسحابهم من ميدان الحياة والعمل أخيراً، حادثاً من نوع ما وقع وتكرر في التاريخ من انحطاط الشعوب والأمم، وانقراض الحكومات والدول، وانكسار الملوك والفاتحين، وانهزام الغزاة المنتصرين، وتقلص ظل المدنيات، والجزر السياسي بعد المد … فما أكثر ما وقع مثل في تاريخ كل أمة، وما أكثر أمثاله في تاريخ الإنسان العام! ولكن هذا الحادث كان غريباً لا مثيل له في التاريخ. مع أن في التاريخ مثلاً وأمثلة لكل حادث غريب.
لم يكن هذا الحادث يخص العرب وحدهم، ولا يخص الشعوب والأمم التي دانت بالإسلام، فضلاً عن الأسر والبيوتات التي خسرت دولتها وبلادها، بل هي مأساة إنسانية عامة لم يشهد التاريخ أتعس منها و لا أعمّ منها، فلو عرف العالم حقيقة هذه الكارثة، ولو عرف مقدار خسارته ورزيّته، وكشف عنه غطاء العصبية، لاتّخذ هذا اليوم النحس ـ الذي وقعت فيه ـ يوم عزاء ورثاء، ونياحة وبكاء، ولتبادلت شعوب العالم وأممه التعازي، وليست الدنيا ثوب الحداد ولكن ذلك لم يتم في يوم، وإنما وقع تدريجياً في عقود من السنين، والعالم لم يحسب إلى الآن الحساب الصحيح لهذا الحادث، ولم يقدره قدره، وليس عنده المقياس الصحيح لشقائه وحرمانه.
إن العالم لا يخسر شيئاً بانقراض دولة ملكت حيناً من الدهر، وفتحت مجموعاً من البلاد والأقاليم، واستعبدت طوائف من البشر، ونعمت وترفهت على حساب الضعفاء والمحكومين، وإن الإنسانية لا تشقى بتحول الحكم والسلطان والرفاهية والنعيم من فرد إلى فرد آخر من جنسه، أو من جماعة إلى جماعة أخرى مثلها في الجور والاستبداد وحكم الإنسان للإنسان، وإن هذا الكون لا يتفجع ولا يتألم فقط بانحطاط أمة أدركها الهرم وسرى فيها الوهن، وسقطت دولة تآكلت جذورها وتفككت أوصالها، بل بالعكس تقتضي ذلك سنة الكون، وإن دموع الإنسان لأعز من أن تفيض كل يوم على ملك راحل وسلطان زائل، وإنه لفي غنى وإنه لفي شغل من أن يندب من لم يعمل يوماً من هذه الحوادث التي تقع ووقعت كل يوم، ووقعت ألوف المرات.
ولكن لم يكن انحطاط المسلمين وزوال دولتهم وركود ريحهم ـ وهو حملة رسالة الأنبياء، وهم للعالم البشري كالعافية للجسم الإنساني ـ انحطاط شعب أو عنصر أو قومية، ولكنه انحطاط رسالة هي للمجتمع البشري كالروح، وانهيار دعامة قام عليها نظام الدين والدنيا.
وماذا آل إليه أمر الدنيا، وماذا صارت إليه الأمم بعد ما تولت قيادها الأمم الأوروبية حتى خلقت المسلمين في النفوذ العالمي، وأسست دولة واسعة على أنقاض الدولة الإسلامية؟ وماذا أثر هذا التحول العظيم في قيادة الأمم وزعامة العالم في الدين والأخلاق والسياسة والحياة العامة وفي مصير الإنسانية؟
وكيف يكون الحال لو نهض العالم الإسلامي من كَبْوته وصحا من غَفْوته، وتملك زمام الحياة؟
ذلك كله ما نحول الإجابة عنه في الصفحات الآتية ….
لم يكن انحطاط المسلمين أولاً، وفشلهم وانهزالهم عن قيادة الأمم بعد، وانسحابهم من ميدان الحياة والعمل أخيراً، حادثاً من نوع ما وقع وتكرر في التاريخ من انحطاط الشعوب والأمم، وانقراض الحكومات والدول، وانكسار الملوك والفاتحين، وانهزام الغزاة المنتصرين، وتقلص ظل المدنيات، والجزر السياسي بعد المد … فما أكثر ما وقع مثل في تاريخ كل أمة، وما أكثر أمثاله في تاريخ الإنسان العام! ولكن هذا الحادث كان غريباً لا مثيل له في التاريخ. مع أن في التاريخ مثلاً وأمثلة لكل حادث غريب.
لم يكن هذا الحادث يخص العرب وحدهم، ولا يخص الشعوب والأمم التي دانت بالإسلام، فضلاً عن الأسر والبيوتات التي خسرت دولتها وبلادها، بل هي مأساة إنسانية عامة لم يشهد التاريخ أتعس منها و لا أعمّ منها، فلو عرف العالم حقيقة هذه الكارثة، ولو عرف مقدار خسارته ورزيّته، وكشف عنه غطاء العصبية، لاتّخذ هذا اليوم النحس ـ الذي وقعت فيه ـ يوم عزاء ورثاء، ونياحة وبكاء، ولتبادلت شعوب العالم وأممه التعازي، وليست الدنيا ثوب الحداد ولكن ذلك لم يتم في يوم، وإنما وقع تدريجياً في عقود من السنين، والعالم لم يحسب إلى الآن الحساب الصحيح لهذا الحادث، ولم يقدره قدره، وليس عنده المقياس الصحيح لشقائه وحرمانه.
إن العالم لا يخسر شيئاً بانقراض دولة ملكت حيناً من الدهر، وفتحت مجموعاً من البلاد والأقاليم، واستعبدت طوائف من البشر، ونعمت وترفهت على حساب الضعفاء والمحكومين، وإن الإنسانية لا تشقى بتحول الحكم والسلطان والرفاهية والنعيم من فرد إلى فرد آخر من جنسه، أو من جماعة إلى جماعة أخرى مثلها في الجور والاستبداد وحكم الإنسان للإنسان، وإن هذا الكون لا يتفجع ولا يتألم فقط بانحطاط أمة أدركها الهرم وسرى فيها الوهن، وسقطت دولة تآكلت جذورها وتفككت أوصالها، بل بالعكس تقتضي ذلك سنة الكون، وإن دموع الإنسان لأعز من أن تفيض كل يوم على ملك راحل وسلطان زائل، وإنه لفي غنى وإنه لفي شغل من أن يندب من لم يعمل يوماً من هذه الحوادث التي تقع ووقعت كل يوم، ووقعت ألوف المرات.
ولكن لم يكن انحطاط المسلمين وزوال دولتهم وركود ريحهم ـ وهو حملة رسالة الأنبياء، وهم للعالم البشري كالعافية للجسم الإنساني ـ انحطاط شعب أو عنصر أو قومية، ولكنه انحطاط رسالة هي للمجتمع البشري كالروح، وانهيار دعامة قام عليها نظام الدين والدنيا.
وماذا آل إليه أمر الدنيا، وماذا صارت إليه الأمم بعد ما تولت قيادها الأمم الأوروبية حتى خلقت المسلمين في النفوذ العالمي، وأسست دولة واسعة على أنقاض الدولة الإسلامية؟ وماذا أثر هذا التحول العظيم في قيادة الأمم وزعامة العالم في الدين والأخلاق والسياسة والحياة العامة وفي مصير الإنسانية؟
وكيف يكون الحال لو نهض العالم الإسلامي من كَبْوته وصحا من غَفْوته، وتملك زمام الحياة؟
ذلك كله ما نحول الإجابة عنه في الصفحات الآتية ….