نظرات في الحديث
October 25, 2017نظرة مؤمن واع إلى المدنيات المعاصرة الزائفة
October 25, 2017دراسة للسيرة النبوية من خلال الأدعية المأثورة المروية
فقد يجمع الكثيرون بين الأدب والفكر، وكذلك الكثيرون يجمعون بين الأدب والدعوة إلى الله، ولكن الذين يمسكون الخيوط الذهبية الثلاثة: الأدب والفكر والدعوة، في آن واحد قليلون جداً في هذا العصر، منهم صاحب هذه المقالات.
قد عرف الناس العلامة أبا الحسن علي الحسني الندوي ـ رحمه الله تعالى ـ أديباً إسلامياً بارعاً مثلما عرفوه مفكراً كبيراً، وداعية حكيماً، ومربيا جليلاً من خلال كتبه ومؤلفاته.
لقد تجمعت فيه صفات الأديب الإسلامي العالمي. فكان أديباً في العربية أديباً في الأردية، وكأنما وضع الله فيه هذه السمّات ليكون الرجل الذي انتظر طويلاً يتعزّز به الأدب الإسلامي، ويجد من يرعاه في عصر القوميات الضيقة، ومحاولات فصل الدين عن الأدب والفكر والسياسية والاقتصاد وجوانب الحياة العلمية، فقد احتضن هذا الرجل ـ بحماسة المؤمن الصادق ـ أول تجمع للأدباء الإسلاميين اختلاف جنسياتهم ولغاتهم، وظهر برعايته أول هيئة أدبية إسلامية، لا في العصر الحديث وحسب، بل وفي تاريخ الشعوب الإسلامية كلها، ألا وهي رابطة الأدب الإسلامي العالمية التي لم يزل يرعاها إلى أن توفى ـ رحمه الله تعالى ـ.
بدأ العلامة الندوي يكتب في الأدب الإسلامي منذ أول الخمسينيات في كبرى مجلات عربية كانت تصدر من مصر ودمشق والهند، وأول مقال كتبه فيه هو بعنوان “الأدب النبوي” في العدد الأول لمجلة “الضياء” التي كانت تصدر من ندوة العلماء، والتي ترأس تحريرها أيضاً فترة من الزمن. فلما اختار مجمع اللغة العربية بدمشق عضواً له عام 1957م، كتب على طلب منه مقالاً بعنوان “نظرة جديدة إلى التراث الأدب العربي”، بين فيها الحاجة إلى استعراض الأدب العربي وتاريخه استعراضاً جديداً، واسترعى انتباه المعنيين بالأدب إلى استخراج تلك الجواهر واللآلي منه التي لم تزل مغمورة مطمورة تحت الركام، ولفت الأنظار في هذا الصدد إلى تبنّي الأفق الواسع، والنظرة الواسعة إلى الأدب، والخروج من حدوده التقليدية المرسومة، ورفض أن يقتصر الأدب على حياكة المداحين والمتملقين والمتحذلقين، وقرر أن الأدب كل تعبير جميل صادق عن أحداث هزّت الوجدان. فقدم العلامة الندوي في هذا المقال دليله الحاسم، نصوصاً رائعة من كتب الحديث والسيرة والمغازي والتاريخ، ووقف فيها وقفات جمالية دقيقة على مقاطع منها، تحسّ معها أنه يحصي نبض الكلمات، ويلمس حرارة العبارة، وينقلها إليك في أقوى صيغ التأثير، وقد نقلنا إلى الكتاب من هذا المقال بعض نصوص ـ يجد القارىء فيه ما أشرنا إليه آنفاً.
ثم كتب العلامة الندوي بحثاً قيماً بعنوان “دراسة للسيرة النبوية من خلال الأدعية المأثورة المروية” امتدادً لنظرة المقال الآنف الذكر، وتطبيقاً لموازينه على نصوص كريمة عظيمة، هي من أصدق الأدب رواية وفائدة ومتعة، تناول فيه العلامة جانباً من جوانب السيرة النبوية المحمدية بالتأمل والدراسة، والتحليل والاستعراض، وله اتصال وثيق بالسيرة.
وهذا الكتاب مجموعة هذين المقالين.
فقد يجمع الكثيرون بين الأدب والفكر، وكذلك الكثيرون يجمعون بين الأدب والدعوة إلى الله، ولكن الذين يمسكون الخيوط الذهبية الثلاثة: الأدب والفكر والدعوة، في آن واحد قليلون جداً في هذا العصر، منهم صاحب هذه المقالات.
قد عرف الناس العلامة أبا الحسن علي الحسني الندوي ـ رحمه الله تعالى ـ أديباً إسلامياً بارعاً مثلما عرفوه مفكراً كبيراً، وداعية حكيماً، ومربيا جليلاً من خلال كتبه ومؤلفاته.
لقد تجمعت فيه صفات الأديب الإسلامي العالمي. فكان أديباً في العربية أديباً في الأردية، وكأنما وضع الله فيه هذه السمّات ليكون الرجل الذي انتظر طويلاً يتعزّز به الأدب الإسلامي، ويجد من يرعاه في عصر القوميات الضيقة، ومحاولات فصل الدين عن الأدب والفكر والسياسية والاقتصاد وجوانب الحياة العلمية، فقد احتضن هذا الرجل ـ بحماسة المؤمن الصادق ـ أول تجمع للأدباء الإسلاميين اختلاف جنسياتهم ولغاتهم، وظهر برعايته أول هيئة أدبية إسلامية، لا في العصر الحديث وحسب، بل وفي تاريخ الشعوب الإسلامية كلها، ألا وهي رابطة الأدب الإسلامي العالمية التي لم يزل يرعاها إلى أن توفى ـ رحمه الله تعالى ـ.
بدأ العلامة الندوي يكتب في الأدب الإسلامي منذ أول الخمسينيات في كبرى مجلات عربية كانت تصدر من مصر ودمشق والهند، وأول مقال كتبه فيه هو بعنوان “الأدب النبوي” في العدد الأول لمجلة “الضياء” التي كانت تصدر من ندوة العلماء، والتي ترأس تحريرها أيضاً فترة من الزمن. فلما اختار مجمع اللغة العربية بدمشق عضواً له عام 1957م، كتب على طلب منه مقالاً بعنوان “نظرة جديدة إلى التراث الأدب العربي”، بين فيها الحاجة إلى استعراض الأدب العربي وتاريخه استعراضاً جديداً، واسترعى انتباه المعنيين بالأدب إلى استخراج تلك الجواهر واللآلي منه التي لم تزل مغمورة مطمورة تحت الركام، ولفت الأنظار في هذا الصدد إلى تبنّي الأفق الواسع، والنظرة الواسعة إلى الأدب، والخروج من حدوده التقليدية المرسومة، ورفض أن يقتصر الأدب على حياكة المداحين والمتملقين والمتحذلقين، وقرر أن الأدب كل تعبير جميل صادق عن أحداث هزّت الوجدان. فقدم العلامة الندوي في هذا المقال دليله الحاسم، نصوصاً رائعة من كتب الحديث والسيرة والمغازي والتاريخ، ووقف فيها وقفات جمالية دقيقة على مقاطع منها، تحسّ معها أنه يحصي نبض الكلمات، ويلمس حرارة العبارة، وينقلها إليك في أقوى صيغ التأثير، وقد نقلنا إلى الكتاب من هذا المقال بعض نصوص ـ يجد القارىء فيه ما أشرنا إليه آنفاً.
ثم كتب العلامة الندوي بحثاً قيماً بعنوان “دراسة للسيرة النبوية من خلال الأدعية المأثورة المروية” امتدادً لنظرة المقال الآنف الذكر، وتطبيقاً لموازينه على نصوص كريمة عظيمة، هي من أصدق الأدب رواية وفائدة ومتعة، تناول فيه العلامة جانباً من جوانب السيرة النبوية المحمدية بالتأمل والدراسة، والتحليل والاستعراض، وله اتصال وثيق بالسيرة.
وهذا الكتاب مجموعة هذين المقالين.
nazraatun fil adabinnabwi