رجال الفكر والدعوة في الإسلام (1)

ردة ولا أبا بكر لها | ridatun wa la abubakrin taha
ردة ولا أبا بكر لها
October 26, 2017
رجال الفكر والدعوة في الإسلام (2) |rijalul fikra waddawah fil islam-2
رجال الفكر والدعوة في الإسلام (2)
October 26, 2017
Show all

الجزء الأول ـ الجزء الثاني
….. أما بعد، فقد طلبت من كلية الشريعة في الجامعة السورية إلقاء محاضرات على طلابها في موضوع ديني علمي. وأجبت إلى رغبتها حرصاً مني على التعاون مع أساتذتها في خدمة هذه المؤسسة العلمية العظيمة الناشئة، التي يرجى أن تقوم بدور مهم في نشر العلوم الدينية، وتكوين جيل علمي جديد في هذا البلد، واخترت موضوع الإصلاح والتجديد والتعريف بكبار رجال الدعوة والعزيمة والجهاد في تاريخ الإسلام.
وقدمت إلى دمشق في آخر شعبان سنة 1375هـ، واستمررت في إلقاء المحاضرات إلى 19 شوال سنة 1375هـ الموافق 30 أيار سنة 1956م، وكانت في كل يوم أربعاء محاضرة في مدرّج الجامعة الكبير، وكانت ثماني محاضرات، وفي الأصل عشر محاضرات أدمج بعضها في بعض حرصاً على توفير الوقت، وأعدتها إلى أصلها ـ عشر محاضرات ـ عند نشرها، ثم أضفت إليها خمس محاضرات عن الإمام عبد القادر الجيلاني، ومولانا جلال الدين الرومي.
لقد كان في النية أن أختم السلسلة الأولى من هذه المحاضرات بمولانا جلال الدين الرومي، وأبدأ الثانية بشيخ الإسلام ابن تيمية، وأختمها برجال الإصلاح في القرن الثالث عشر الهجري ولكن وصولي بتأخير وضيق الوقت قد حالا دون ذلك، فختمتها بحجة الإسلام الغزالي.
وإني في هذه المحاضرات لا أدعي علماً غزيراً، ولا اكتشافاً جديداً، كل ما حرصت عليه هو دراسة هذه الشخصيات من جميع نواحيها وإبرازها، والقول المتزن، ولا أقول شيئاً إلا عن اعتقاد واقتناع، مستنداً إلى حقائق التاريخ وشهاداته، غير مجازف في القول، ولا معتمد على القياس والنزعة الفردية.
ولم يكن شأني في ذلك شأن من يحدد غاية ثم يخضع التاريخ لها، وما أهون ذلك على مؤلف قدير وكاتب لبق.
وفي الأخير أرى من واجبي أن أشكر الجامعة السورية، وكلية الشريعة بصفة خاصة على أن اقتراحها للتحدث في هذا الموضوع أثار في نفسي رغبة دراسة هذا الموضوع في نطاق واسع، واستعراض التاريخ من هذه الناحية من جديد انتفعت بها شخصياً، وقد أتاحت لي فرصة التحدث إلى مجموعة طيبة من المثقفين.
وأوجه كلمة شكر وتحية بصفة خاصة إلى صديقي الجليل الأستاذ الكبير الدكتور مصطفى السباعي، عميد كلية الشريعة على أن إلحاحه لم يدع لي عذراً، وكان سبباً في تكوين هذه المحاضرات، وأشكر زملاءه الفضلاء على عنايتهم بتنظيم هذه الحفلات الأسبوعية، والدعوة إليها، وبذل الوسع في إنجاحها.
وأشكر أخيراً لا آخراً أساتذة الجامعة وطلبتها، وعلماء دمشق، والشباب المثقف ـ على حرصهم على حضور هذه المحاضرات والتفرع لها وحسن استماعهم، وقد كان لك ذلك أطيب الأثر في نفسي، وكان مشجعاً كبيراً في دراسة هذا الموضوع الخطير والبحث فيه، وشهادة للذوق العلمي والروح العلمية في هذا البلد الإسلامي العربي. وأدعو الله أن ينفعني والمستمعين الكرام بكل ما جاء في هذه المحاضرات من معان سامية، وأن يحرك في النفوس رغبة الإصلاح والتجديد على الأساس الإسلامي الصحيح، وتلك رسالة هذه الشخصيات التي تحدثت عنها، وذلك ما يطلبه منا العصر الجديد، والله الموفق للسداد، والهادي إلى سبيل الرشاد.
أبو الحسن علي الحسني الندوي (رحمه الله)
Download Book

rijalul-fikra-waddawah-fil-islam-1