العقيدة والعبادة والسلوك
October 21, 2017الإسلام في عالم متغير
October 21, 2017ومآثره العلمية
ينتابني شعور مزدوج، وأنا أسعد بتقديم هذا الجهد المتواضع الذي يدور حول شخصية المحدث الجليل الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي (1315 ـ 1402هـ)، شعور يثير في نفسي عواطف الشكر والامتنان لما قدر لي أن أتناول حياة الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي الحافلة بالمآثر والامجاد وخدماته الجليلة في مجال العلم والدين، ومساعيه البارزة في مجال الإصلاح والإرشاد، وجهوده المتميزة، ومآثره في مجال البحث والدراسة، وفضائله الروحية العلمية التي قلما تجتمع في رجل واحد، وأرجو أن يجلب لي هذا الجهد الخير والسعادة والبركة في الدنيا والآخرة.
إن هذا المنهج الدراسي والتربوي الذي يجري منذ قرون لا في الهند فحسب بل في العالم كله، وتمتد جذوره من البيوت إلى المدارس والجامعات ومراكز التصنيف وزوايا المصلحين الربانيين التي يسوده جو من الهدوء والطمأنينة والروحانية، ومجالات السعي والكفاح والنضال الصاخبة التي تعج بالحياة والحرارة والحركة تقوم على ركائز الإخلاص والإيمان والاحتساب والإيثار والتضحية والانقياد التام للأساتذة والمشايخ، والخضوع الكامل للمحسنين والمربين، والقناعة في شؤون الحياة، والحرص الشديد على الجهد في الدراسة والتحلي بالفضائل، والتواضع مع العلماء المعاصرين، وحسن الظن بالطبقات والعناصر والجماعات التي تختلف في الرأي والفكر ووجهة النظر، وأداء الحقوق، والاستغناء الذي يضرب به المثل، والتوكل على الله، والمجاهدة والرياضة، والزهد في الحياة.
كانت شخصية الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي الأنموذج الأخير لهذا المنهج للتعليم والتربية والتزكية (حسب معرفتي المحدودة ونظري القصير) تمثل الاجتماع والاقتراح المتناسق والمتناسب بهذه الصفات الجميلة، ولذلك تشكل محاولة تقديم صورة تبين حياته مهما كانت غابرة ومختصرة، وتقديم خلاصة نتائج تلك العوامل التعليمية، والتربوية التي كانت قد اجتمعت بفضل من الله في أيام طفولته وفي البيئة التي نشأ بها، محاولة كشف القناع عن تأثير ذلك العصر الذي ينتهي بوفاته، فليست هذه السيرة سيرة نابغة من نوابغ ذلك العصر وإنما هي قصة آخر ربيع لتلك الفترة التي أنجبت كثيراً من العلماء الكبار، وذلك المجتمع الذي أعدهم، والمنهج الدراسي الذي خرجهم، والغصن الطري الطيب النضر المثمر، ولذلك لم يقتصر جهد كاتب هذ السيرة ودراسته ومسؤوليته على عرض سيرة لرجل واحد، بل هو أوسع وأدق، وأعمق وأشمل من ذلك بكثير، فيساورني لذلك شعور بالارتياب والاضطراب والعجز والتقصير في التوفيق والنجاح في أداء هذه المهمة، وأقدم هذه الأوراق إلى القراء الكرام، ويساورني الشك بأنني وفقت في أداء هذا الواجب.
أبو الحسن علي الحسني الندوي (رحمه الله)
ينتابني شعور مزدوج، وأنا أسعد بتقديم هذا الجهد المتواضع الذي يدور حول شخصية المحدث الجليل الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي (1315 ـ 1402هـ)، شعور يثير في نفسي عواطف الشكر والامتنان لما قدر لي أن أتناول حياة الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي الحافلة بالمآثر والامجاد وخدماته الجليلة في مجال العلم والدين، ومساعيه البارزة في مجال الإصلاح والإرشاد، وجهوده المتميزة، ومآثره في مجال البحث والدراسة، وفضائله الروحية العلمية التي قلما تجتمع في رجل واحد، وأرجو أن يجلب لي هذا الجهد الخير والسعادة والبركة في الدنيا والآخرة.
إن هذا المنهج الدراسي والتربوي الذي يجري منذ قرون لا في الهند فحسب بل في العالم كله، وتمتد جذوره من البيوت إلى المدارس والجامعات ومراكز التصنيف وزوايا المصلحين الربانيين التي يسوده جو من الهدوء والطمأنينة والروحانية، ومجالات السعي والكفاح والنضال الصاخبة التي تعج بالحياة والحرارة والحركة تقوم على ركائز الإخلاص والإيمان والاحتساب والإيثار والتضحية والانقياد التام للأساتذة والمشايخ، والخضوع الكامل للمحسنين والمربين، والقناعة في شؤون الحياة، والحرص الشديد على الجهد في الدراسة والتحلي بالفضائل، والتواضع مع العلماء المعاصرين، وحسن الظن بالطبقات والعناصر والجماعات التي تختلف في الرأي والفكر ووجهة النظر، وأداء الحقوق، والاستغناء الذي يضرب به المثل، والتوكل على الله، والمجاهدة والرياضة، والزهد في الحياة.
كانت شخصية الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي الأنموذج الأخير لهذا المنهج للتعليم والتربية والتزكية (حسب معرفتي المحدودة ونظري القصير) تمثل الاجتماع والاقتراح المتناسق والمتناسب بهذه الصفات الجميلة، ولذلك تشكل محاولة تقديم صورة تبين حياته مهما كانت غابرة ومختصرة، وتقديم خلاصة نتائج تلك العوامل التعليمية، والتربوية التي كانت قد اجتمعت بفضل من الله في أيام طفولته وفي البيئة التي نشأ بها، محاولة كشف القناع عن تأثير ذلك العصر الذي ينتهي بوفاته، فليست هذه السيرة سيرة نابغة من نوابغ ذلك العصر وإنما هي قصة آخر ربيع لتلك الفترة التي أنجبت كثيراً من العلماء الكبار، وذلك المجتمع الذي أعدهم، والمنهج الدراسي الذي خرجهم، والغصن الطري الطيب النضر المثمر، ولذلك لم يقتصر جهد كاتب هذ السيرة ودراسته ومسؤوليته على عرض سيرة لرجل واحد، بل هو أوسع وأدق، وأعمق وأشمل من ذلك بكثير، فيساورني لذلك شعور بالارتياب والاضطراب والعجز والتقصير في التوفيق والنجاح في أداء هذه المهمة، وأقدم هذه الأوراق إلى القراء الكرام، ويساورني الشك بأنني وفقت في أداء هذا الواجب.
أبو الحسن علي الحسني الندوي (رحمه الله)
al-imamul-muhaddisus-sheikh-muhammed-zakaria-kandhalwi-2